2025-03-22 | 01:58 مقالات

الأفعال تتحدث: لا يثق اتحاد القدم بالحكم السعودي

مشاركة الخبر      

لا أشك أن الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي، يعمل كثيرًا على تحسين الحكم السعودي، ويحاول قدر الإمكان أن يوفر كل مستجدٍّ في عالم التحكيم للتخلص من صداعٍ دائمٍ في كرة القدم، لا يوجد له حلٌّ، وهو أمرٌ موجودٌ في كل الدوريات الكبرى والصغرى، والمتقدمة والمتأخرة.
إن عملية البحث عن طريقةٍ للحصول على حكامٍ، يمنحون الأندية، والمشجعين، وبعض وسائل الإعلام الرضا والثناء أمرٌ شبه مستحيلٍ، والتفكير فيه مضيعةٌ للوقت.
صرف الاتحاد السعودي لكرة القدم 116 مليون ريالٍ خلال السنة الماضية على لجنة الحكام، والكل إلا ما ندر غير راضٍ عن هذا العمل، أو لأكون أكثر دقةً: عن نتائج العمل.
جلب الحكام الأجانب للدوري السعودي، هو مضيعةٌ للوقت، ورسالةٌ قويةٌ وضخمةٌ من الاتحاد السعودي لكرة القدم للحكام السعوديين، أننا كاتحادٍ، لا نثق بكم، لأن الأفعال، هي مصدر الثقة في كرة القدم، وليست الأقوال.
يجب على اتحاد القدم أن يصبح شجاعًا، وأن يصدر قرارًا تاريخيًّا، يمنع دخول الحكم الأجنبي للدوري السعودي، ويعتمد الحكم السعودي حكمًا وحيدًا متاحًا لجميع بطولات كرة القدم السعودية. إن تحكيم 83 مباراةً بطواقم تحكيم أجنبيةٍ الموسم الجاري في دوري روشن أمرٌ مخجلٌ ومعيبٌ لنا خاصَّةً أننا نريد أن نصبح قوةً في كرة القدم.
الحكم السعودي، واللاعب السعودي، والمدرب السعودي ركائز أساسيةٌ، وهم الرهان الأكبر في مشروعنا الرياضي للوصول إلى الدوريات الخمسة الكبرى، وليس الأجنبي فقط الذي سيقودنا إلى ذلك الهدف الطموح. وفي التحكيم إن لم نمنح نحن حكامنا مبارياتٍ تنافسيةً وقويةً، وذات ضغطٍ جماهيري وإعلامي، فهل نعتقد أن الدوريات الأخرى ستمنحهم ذلك؟ وهل سيتطور الحكم دون التعرُّض لهذه الظروف الصعبة التي تعد جزءًا من مهنة التحكيم عالميًّا؟ ربما في الدوري الفلبيني والسنغافوري فقط سيفعلون ذلك خارج بلادنا.
قبل كتابة هذا المقال، حدثت أخطاءٌ، وستحدث أخطاءٌ في المستقبل، بعضها بسيطٌ، وبعضها مؤثِّرٌ، وبعضها يصل إلى كونه خطأً كارثيًّا، لكن هذا الأمر يحدث هنا في دورينا، وهناك في الدوري الإنجليزي، والدوري الفرنسي، والدوري الإسباني، فلماذا نمنح حكمًا فنزويليًّا «أو أي جنسيةٍ أجنبيةٍ أخرى عزيزي القارئ» المال والفرصة في كل أسبوعٍ في دورينا؟ أعيدوا الأمور إلى وضعها الطبيعي، وأعيدوا الحكم السعودي للتحكيم على مباريات دورينا، ولا تخضعوا لرغبات الأندية والجماهير والإعلام، بل لطموحاتكم بالوصول إلى الدوريات الخمسة الكبرى التي يديرها حكامها المحليون، وليس الحكام الأجانب.