|


مجانين رونالدو يفتحون ملفات اقتحام الملاعب

كريستيانو رونالدو قائد المنتخب البرتغالي يحاول التخلص من أحد المقتحمين الذين حاولوا التقاط صورة معه السبت في مباراة تركيا خلال بطولة يورو 2024 (الفرنسية)
الرياض ـ بهاء الدين فرح 2024.06.25 | 10:35 pm

أجبر عشاق الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على تشديد التدابير الأمنية حول ملاعب بطولة يورو 2024 في ألمانيا، عقب واقعة اقتحام 5 مشجعين لملعب مباراة منتخب بلاده ونظيره التركي، السبت، لالتقاط الصور معه، لكن هذه التدابير، التي قصد منها حماية اللاعبين، سرعان ما تم اختراقها الإثنين في مباراة إسبانيا وألبانيا، وهذا يعني أن بريق أولئك النجوم والتقاط الصور معهم في مناسبة رياضية كهذه يشاهدها كل العالم أقوى من أن يقاوم، على الرغم مما قد يترتب على ذلك من عقوبات وشكاوى جنائية.
وتعود عمليات اقتحام الملاعب المعروفة، إلى أكثر من 100 عام، وتحديدًا من بدايات القرن قبل الماضي، ولم تكن تحدث بشكل فردي فقط بل بمجموعات كبيرة يصعب على رجال الأمن السيطرة عليها، إما ابتهاجًا بالفوز أو غضبًا من الخسارة، أو احتجاجًا على أمر ما.
ومن أشهر الحوادث تلك التي شهدتها مباراة الإعادة بين سلتيك ورينجرز في 17 أبريل 1909 عندما اقتحم مئات المشجعين الملعب نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل 1ـ1، بعد أمر الحكم اللاعبين بالمغادرة، على الرغم من أنهم كانوا يتوقعون زمنًا إضافيًا لحسم المواجهة كما تنص القوانين، وفقًا لموقع «ذا سيلتيك ستار» thecelticstar.com.
وأشار الموقع إلى أن المشجعين غضبوا بعد أن انتشرت بينهم شائعة تقول إن نتيجة المباراة تم الاتفاق عليها مسبقًا لترتيب مواجهة ثالثة من أجل جني مزيد من أموال مبيعات التذاكر، ما جعلهم يندفعون بكثافة إلى أرضية الملعب ومحاولة الوصول إلى غرف الملابس لإعادة اللاعبين لاستكمال المباراة إلا أن الشرطة تدخلت، وسرعان ما تحول الأمر لأعمال شغب واسعة وما حوله، ما اضطر اتحاد اللعبة إلى حجب الكأس.
دوليًا كانت حادثة الاقتحام الأشهر والأقدم كان مسرحها ملعب ويمبلي الشهير في نهائي مونديال 1966 عندما تدافعت أعداد كبيرة من المشجعين الإنجليز داخل الملعب الأخضر قبل إطلاق صافرة النهاية للاحتفال بالفوز على ألمانيا الغربية 4ـ2 والتتويج بأول لقب في البطولة بحسب موقع thescore.com.
وحديثًا كان نهائي مونديال 2014 بالبرازيل مسرحًا لأحد الاقتحامات عندما ركض الممثل الكوميدي الروسي فيتالي زدوروفيتسكي عبر الملعب في الشوط الثاني من مباراة ألمانيا والأرجنتين. وتكرر الأمر في نهائي 2018 في روسيا بين فرنسا وكرواتيا، عندما اقتحم 4 أشخاص الملعب خلال الشوط الثاني، إلى جانب العديد من الأمثلة الأخرى في مختلف المسابقات الدولية، والتي خلفت في بعضها الأضرار وسط اللاعبين، كما حدث للإسباني أدريان، حارس مرمى ليفربول، في مباراة السوبر الأوروبي أمام تشيلسي في إسنطبول إذ تعرض لإصابة في الكاحل بعد ركلة ترجيح حاسمة تصدى لها.
ولخصت بوابة Trigger The Press الإخبارية الرياضية أسباب تزايد عمليات اقتحام الملاعب في جاذبية التقاط الصور مع أساطير كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، والتي تدفع الجمهور المتحمس لاختراق كل الحواجز الأمنية من أجل لحظات ستظل يعتبرونها تاريخية.
وأضاف أن الشعور بالأمان والإفلات من العقاب، خاصة بين صغار السن يشجع الكثيرين منهم على تجربة حظوظهم. كما أن بعضهم يهدف إلى تنشيط حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي بواسطة صورهم مع النجوم من أجل كسب الشهرة بشكل سريع.
وحذرت البوابة من أن تلك الظواهر تثير العديد من القضايا الأمنية، فبجانب تعطيل اللعب، فإنها تهدد سلامة اللاعبين، كما حدث مع المشجع الذي أمسك برقبة رونالدو في مباراة البرتغال وتركيا الأخيرة في اليورو. كما أن المشجعين أنفسهم عرضة للإصابة عند مطاردتهم والإمساك بهم بواسطة رجال الأمن، ويمكن كذلك أن يتسببوا في إلحاق الأذى بغيرهم.
الاتحاد الدولي «فيفا» اهتم بمسألة اقتحام الملاعب وضمنّها في لائحة الجزاءات «2011» تحت بند المسؤولية عن سلوك الجمهور، إذ نص على أن الاتحادات المحلية أو الأندية المضيفة مسؤولة عن السلوك غير اللائق بين المتفرجين، وقد يتم فرض غرامات عليهم بحسب كل حالة، مع تشديد العقوبات في حالة أدى السلوك لاضطرابات خطيرة.
وعرفت اللائحة السلوك غير اللائق بـ «العنف تجاه الآخرين أو الأشياء، وحمل القنابل الدخانية، أو إلقاء الصواريخ، أو رفع شعارات مسيئة أو سياسية بأي شكل من الأشكال، أو التلفظ بألفاظ أو أصوات مهينة، أو اقتحام الملاعب».
في إنجلترا مهد اللعبة، يعد اقتحام الملاعب جريمة منذ 1991، بموجب قانون جرائم كرة القدم «القسم الرابع» والذي ينص على أن «دخول أي شخص إلى منطقة لعب مباراة لكرة القدم، أو أي منطقة مجاورة لها لا يسمح بدخول المتفرجين إليها بشكل عام، دون إذن قانوني أو عذر قانوني، يعد جريمة».
وكانت رابطة الدوري الإنجليزي وضعت إجراءات لمكافحة هذه التعديات، في يوليو 2022، بالتعاون مع الأندية، بعد سلسلة من الحوادث، ومن ذلك زيادة استخدام الكلاب البوليسية، والعمل على إزالة مقاطع الفيديو التي تشيد أو تنشر مثل هذه السلوكيات، والطلب من الحكومة تقييد توريد الألعاب النارية والقنابل الدخانية، والحظر من دخول الملاعب لمدد متفاوتة.
ووفقا لتقرير سابق في موقع «بي بي سي» فإن بعض الاقتراحات التي طرحت من أجل السيطرة على الاقتحامات هي خصم النقاط من الأندية التي تتورط جماهيرها في دخول الملاعب، وهو أمر حتمًا لا يرغب الجمهور في حدوثه.
ونقل الموقع تصريحات مارك روبرتس، رئيس دائرة الشرطة المسؤولة عن كرة القدم في بريطانيا، أن الأندية قد تحتاج إلى النظر في اتخاذ تدابير يمكن أن تمنع اقتحام الملعب، إلى جانب فرض عقوبات صارمة على أولئك الذين يتصرفون بعنف على أرض الملعب، لكن ليس من بين تلك التدابير إعادة وضع الحواجز التي تفصل المدرجات عن الملاعب.
ومحليًا فرضت لائحة الانضباط والأخلاق التي أصدرها الاتحاد السعودي لكرة القدم عقوبات مشددة بشأن اقتحام الملاعب، إذ نصت المادة 52 «سوء سلوك الجمهور» على معاقبة الأندية التي يرتكب مشجعوها تلك المخالفة على واحدة أو أكثر من العقوبات التالية: غرامة مالية 100 ألف ريال، لعب مباراة أو أكثر بدون جمهور، لعب مباراة أو أكثر خارج ملعبه أو الحرمان من اللعب في ملعبه لمدة محددة من المباريات.